يأخذ حجم بطنك في الازدياد على مدى أربعين أسبوعًا من الحمل يكون خلالها معظم الوزن الإضافي الذي تكسبينه ناتجًا عن طفلك الآخذ في النمو. ويعدّ من الطبيعي جدًا بل والصحي كذلك أن تكسبي أنت أيضًا بعض الكيلوجرامات الإضافية. يتباين الوزن الذي تكسبه النساء أثناء الحمل من سيدة إلى أخرى، فالأمر يعتمد على نوعية جسمك، ووزنك في بداية الحمل، وعوامل أخرى، كأن تكوني حاملًا بطفلٍ واحد أو أكثر. تابعي القراءة للحصول على مزيدٍ من المعلومات حول الوزن أثناء الحمل وما هو الوزن الصحي بالنسبة لك ولطفلك.

ما الزيادة في الوزن التي تعدّ طبيعيةً أثناء الحمل؟

من غير الممكن افتراض أن النساء الحوامل سواء، ولذا فإن زيادة الوزن التي يوصى بها أثناء الحمل ستعتمد غالبًا على وزنك قبل الحمل وعلى مؤشر كتلة الجسم BMI الخاص بك.

فما هو مؤشر كتلة الجسم؟ إنها نسبةٌ مشتقة من حساب وزنك (بالكيلوجرامات) مقسومًا على طولك (بالأمتار) مربعًا. يشير هذا الرقم في أغلب الحالات إلى قياسٍ تقديري لكمية الدهن في الجسم.

وعندما يتعلق الأمر بزيادة الوزن في الحمل، فالقاعدة العامة هي أنه إذا كان مؤشر كتلة جسمك منخفضًا فإن الزيادة الموصى بها لوزنك أثناء الحمل ستكون أكثر من تلك التي يوصى بها لسيدةٍ ذات مؤشر كتلة جسم أعلى. وإذا لم تكوني متأكدة من الوزن الإضافي الذي يلائمك عليك بالتحدث إلى أخصائية الرعاية الصحية حول المعدل الصحي لزيادة الوزن الذي يُفترض بك اكتسابه خلال فترة حملك.

الزيادة التدريجية للوزن في الحمل

ينبغي عليك مقاومة إغراء "الأكل عن شخصين" أثناء حملك، إذ أنّه من المهم جدًا أن يزداد وزنك بالتدريج خلال فترة الحمل. ولا يحتاج جسمك في الواقع إلى كيلوجرامات إضافية لدعم احتياجات الطفل خلال الثلث الأول من الحمل . وبالنظر إلى أنك ستعانين غالبًا من غثيان الصباح ، فقد لا يكون من السهل أن يزيد وزنك في تلك الأشهر القليلة الأولى في كل الأحوال. إلا أنك ستحتاجين مع تقدم مراحل الحمل إلى زيادة الوزن بصورةٍ تدريجية وثابتة في ثلثي الحمل الثاني والثالث.

نقدم لك في ما يلي تقسيمًا تقريبيًا لعدد السعرات الحرارية الإضافية التي يتوجب عليك تناولها لضمان حدوث زيادة صحية في الوزن لكل ثلثٍ من فترة الحمل.

  • · الثلث الأول: لا حاجة لأي سعرات إضافية.

  • الثلث الثاني: حوالي 340 سعرة إضافية في اليوم.

  • الثلث الثالث: حوالي 450 سعرة إضافية في اليوم.

ستند هذه السعرات الإضافية إلى المقدار الأساسي الموصى به وهو 2000 سعرة حرارية في اليوم. ويجب أن لا ننسى أن هذه التوجيهات الإرشادية قد تتفاوت وفقًا لمؤشر كتلة الجسم الخاص بك وغير ذلك من العوامل، كأن تكوني حاملًا بتوأمين أو أكثر .

لا يتوجب عليك إجبار نفسك على تجاوز كمية السعرات الحرارية التي تستهلكينها عادةً إذا لم تكوني جائعة. بل استمعي لجسمك بدلاً من ذلك فهو يملي عليك احتياجاته. اتبعي خطة تغذية صحية خاصة بفترة الحمل، ، وعليك بمناقشة احتياجاتك من السعرات الحرارية مع الأخصائية إن بقيت غير متأكدة.

لا تقومي باتباع نظام حميةٍ لإنقاص الوزن أثناء الحمل، لكن عليك في الوقت ذاته مراعاة نوعية وكمية الأطعمة التي تستهلكينها. ينبغي عليك الحرص على تناول الكثير من الأطعمة الصحية المغذية، وحتمًا لست بحاجة إلى تدليل نفسك بتناول حصة مضاعفة من الشوكولاته والمثلجات من أجل تغذية طفلك أثناء نموه.

إن كنت تعانين من نقصٍ أو زيادة مفرطة في الوزن فإن أخصائية الرعاية الصحية تستطيع إعطاءك بعض النصائح الخاصة بالتغذية بما يضمن بقاءك وطفلك بصحةٍ جيدة خلال فترة الحمل.

من أين تأتي الزيادة في الوزن أثناء الحمل؟

لا تُترجم زيادة وزن الحامل برمّتها إلى دهون. إذ يزن الطفل متوسط الحجم حوالي 2.5 إلى 4 كيلوجرامات عند ولادته، ما يشكل حصةً كبيرة من متوسط زيادة الوزن في الحمل. إلا أن عوامل أخرى يمكن أن تسهم بزيادة وزنك أثناء الحمل ومنها:

  • الزيادة في حجم الرحم (0.9 كيلوجرام).

  • المشيمة ( 0.68 كيلوجرام).

  • السائل السلوي (0.9 كيلوجرام).

  • زيادة في حجم الثديين (0.45 إلى 1.36 كيلوجرام).

  • زيادة في حجم الدم (1.36 إلى 1.8 كيلوجرام).

  • زيادة في حجم السائل (0.9 إلى 1.36 كيلوجرام).

  • مخزون الدهن الإضافي (2.7 إلى 3.6 كيلوجرام).

ستفقدين معظم وزن الحمل عندما يولد طفلك، لكنك ستحتاجين إلى مخازن الدهن الإضافي تلك لتحفيز إنتاج حليب الثدي .

يبقى الأمر الأكثر أهميةً أثناء الحمل هو الحفاظ على صحتك وصحة طفلك. وبغض النظر عن وزنك في بداية الحمل، فأفضل شيءٍ تقومين به هو التأكد من حصولك على التغذية التي تحتاجين إليها أنت وطفلك. ما من أمٍ تشبه الأخرى، لذلك عليك بالاستماع لجسمك، ولا تخافي من طلب مساعدة أخصائية الرعاية الصحية بشأن الزيادة المثلى في الوزن بالنسبة لك أثناء الحمل